يعد الوعظ نشاطا إنسانيا يحركه الدين ويدور في مداره، له مقصدان إما تذكير وإما إخافة. وأن يكون كذلك فهذا لا يعني أنه تقويمي تصحيحي أبدا، ذلك أنه قد يتدثر بدثار الإيديولوجيا ويلتبس بالسياسة فيصير أداة تسخير ومطية لتحقيق غايات أخرى.
وقد حاولنا في هذه المقالة أن نعالج حدود تداخل خطابي الوعظ والسياسة في خطب الخوارج وبعض حكام بني أمية في شخص الحجاج بن يوسف الثقفي، ساعين إلى الوقوف عند وظيفة الوعظ في الخطاب السياسي وأدواره، مستعينين بالبلاغة القديمة كما أصلَّ لها أرسطو في خطابته، والتي تضمنت مكونات أصول هي على التوالي الإيتوس والباتوس واللوغوس، وقد اقتصرنا على مكونها الأول واستثمرنا مكونها الثاني لنرصد كيفية بناء الخطيب صورةَ عن نفسه أو جماعته تحت محور الإيتوس بين القناعة الإيديولوجية ومخالفة القول للعمل، وأن نرصد من جهة أخرى تهافت بعض هذه الخطب، وانتهينا إلى أن الوعظ يُسخَّر في الخطاب السياسي لإضفاء الشرعية والتزكية، وأنه في كثير من الأحيان ينزلق عن مساره ويصبح توظيفه فجا.
Real Time Impact Factor:
Pending
Author Name: د. كريم الباسطي
URL: View PDF
Keywords: الوعظ، السياسة، الإيتوس، الباتوس، الحجج
ISSN:
EISSN: 2718-0468
EOI/DOI:
Add Citation
Views: 1